منوی اصلی

Epson WP-4535DWF


готовый интернет-магазин на joomla
الإمام علي (عليه السَّلام)

الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) 

اسمه ونسبه عليه‏ السلام

هو الإمام عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي.

كناه:

أبوالحسن، أبوالحسين، أبو تراب، أبو الريحانتين، أبو السبطين[1].

ألقابه:

أميرالمؤمنين،يعسوب الدين والمسلمين، مُبير الشرك والمشركين، قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، مولى المؤمنين، المرتضى، نفس الرسول، أخو الرسول، زوج البتول، سيف اللّه‏ المسلول، أمير البررة، قاتل الفجرة، قسيم الجنّة والنّار، صاحب اللواء، سيد العرب، خاصف النعل، كشّاف الكرب، الصدّيق الأكبر، ذوالقرنين، الهادي، الفاروق، الداعي، الشاهد، باب مدينة العلم، الوالي، الوصيّ، النبأ العظيم، و...

وذكر ابن شهرآشوب نقلاً عن صاحب كتاب الأنوار أنّ لأميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه‏ السلام في كتاب اللّه‏ تعالى ثلاثمائة اسم، فأمّا في الأخبار فاللّه‏ أعلم بذلك.

اللّه‏ سمّاه أسماءً تردّد في

 القرآن تقرأها في مُحكم السوَرِ

 

في الحجر والنمل والأنفال قبلهما

 والصافّات وفي صاد وفي الزُمَرِ

 

وقيل سمّاه في التوراة ثمّة في

 الإنجيل يعرفه التالون في الزُبرِ

 

واختاره وارتضاه للنبيِّ أخاً

 وللبتولة بعلاً خيرةَ الخِيَرِ[2]

والده:

شيخ الأبطح ناصرالدّين سيّدنا أبوطالب ابن غيث الورى وساقي الحجيج شيبة الحمد أبي السادة عبدالمطّلب.

روي عن فاطمة بنت أسد أنّه لمّا ظهرت أمارة وفاة عبدالمطّلب قال لأولاده: مَن يكفل محمّداً؟

قالوا: هو أكيس منّا، فقل له يختار لنفسه.

فقال عبدالمطّلب: يا محمّد، جدّك على جناح السفر إلى القيامة، أيّ عمومتك وعمّاتك تُريد أن يكفلك؟ فنظر في وجوههم ثمّ زحف إلى عند أبيطالب[3].

وقال النبيّ الأعظم صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: إنّي مستوهبٌ من ربّي أربعة، وهو واهبهم لي إن شاء اللّه‏ تعالى: آمنة بنت وهب، وعبداللّه‏ بن عبدالمطّلب، وأبوطالب بن عبد المطّلب، ورجلٌ من الأنصار...[4].

ولقد هام أبوطالب في ولائه للنبيّ وأعلن حمايته للإسلام ووقف
سدّاً منيعاً تجاه الكفر والجاهلية، فاسمعه يقول:

واللّه‏ِ لن يصِلوا إليكَ بجمعهم

 حتّى اُوَسَّدَ في الترابِ دفينا

 

فاصدعْ بأمركَ ما عليكَ‏غضاضَةٌ

 وأبشر بذاكَ وقُرَّ منكَ عيونا

 

ودعوتني وعلمتُ أنَّكَ ناصحي

 ولقد صدقتَ وكنتَ ثَمَّ أمينا

 

ولقد علمتُ بأنَّ دينَ محمّدٍ

 من خيرِ أديانِ البرية دينا[5]

 

أُمّه:

فاطمة بنت أسد من سيّدات عصرها في كلّ فضيلة ومكرمة، وهي من السابقات في الإيمان باللّه‏ ورسوله صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله، فقد أسلمت بعد عشرة أشخاص وكانت الحادية عشرة، وكان رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله يُكرمها ويُعظّمها ويدعوها «اُمّي» وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة، فقبِل وصيّتها، وصلّى عليها، ونزل في لحدها، واضطجع فيه بعد أن ألبسها قميصه، فقال له أصحابه: إنّا ما رأيناك صنعت يا رسول اللّه‏ بأحدٍ ما صنعت بها.

فقال: إنّه لم يكن أحدٌ بعد أبيطالب أبرَّ بي منها، إنّما ألبستُها قميصي لتُكسى من حُلل الجنّة، واضطجعتُ معها ليهونَ عليها ضغطة القبر[6].

ولادته عليه‏ السلام

ولد  عليه‏ السلام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، قبل الهجرة الشريفة بثلاث وعشرين سنة بمكّة المُكرّمة في البيت الحرام وفي جوف الكعبة المقدّسة . وهي فضيلة اختصّه اللّه‏ بها، إذ لم يُولد فيه قبله ولا بعده أحدٌ سواه[7].

وصـفه عليه‏ السلام

قال النبيّ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: منْ أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى عليّ بن أبيطالب[8].

وفي رواية اُخرى عنه صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوحٍ في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبيطالب[9].

سبقه للإسلام

لقد اتّفق الرواة والمؤرّخون على أنّ الإمام أميرالمؤمنين عليه‏ السلام كان له السبق في اعتناق الإسلام.

فعن النبيّ الأكرم صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله مُخاطباً ابنته الزهراء عليهاالسلام: أنّي زوّجتكِ أقدم
اُمّتي سِلماً[10].

وعنه صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: يا عليّ... أنت أوّلهم إيماناً باللّه‏[11].

وعن عمر قال: كنت أنا وأبو عبيدة وأبوبكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله منكب عليّ فقال: يا عليّ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً[12].

قال ابن إسحاق: كان أوّل من اتّبع رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله وآمن به من أصحابه عليّ بن أبيطالب وهو ابن تسع سنين... وعن معاذة بنت عبداللّه‏ العدوية، قالت: سمعت عليّ بن أبيطالب على منبر رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آلهيقول: أنا الصدِّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر، وأسلمت قبل أن يسلم أبوبكر[13].

بعض الآيات النازلة في حقّه عليه‏ السلام

1ـ قوله تبارك تعالى: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ»[14].

عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية وضع النبيّ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله يده على صدره وقال: أنا المُنذر ولكلِّ قومٍ هادٍ، وأومأ إلى منكب عليّ فقال: أنت
الهادي، بك يهتدي المهتدون بعدي[15].

2ـ قوله جلّ شأنه: «وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ»[16].

قرأ رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله «وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ» ثمّ التفت إلى عليّ فقال: سألت اللّه‏ أن يجعلها اُذُنك. قال عليّ عليه‏ السلام: فما سمعت شيئاً من رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله فنسيته[17].

3 ـ قوله عزّ وجلّ: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ»[18].

كانت عند الإمام عليه‏ السلام أربعة دراهم، فأنفق في اللّيل درهماً، وفي النهار درهماً، وفي السرِّ درهماً، وفي العلانية درهماً، فقال رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: ما حملك على هذا؟ فقال: أن أستوجب على اللّه‏ ما وعدني. فنزلت فيه هذه الآية[19].

4 ـ قوله عزّ من قائل: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»[20].

عن جابر قال: كنّا عند النبيّ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله فأقبل عليّ عليه‏ السلام فقال النبيّ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعتَهُ هم الفائزون يوم القيامة. ونزلت فيه الآية الكريمة. فكان أصحاب النبيّ إذا أقبل عليٌّ قالوا: جاء خير البريّة[21].

5 ـ قوله تعالى: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»[22] عن جابر الجعفي قال: لمّا نزلت هذه الآية قال عليّ عليه‏ السلام: نحنُ أهل الذِّكر[23].

6ـ قوله سبحانه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ»[24].

أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله «وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ»قال: مع عليّ بن أبيطالب[25].

7ـ قوله عزّ وعلا: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ»[26].

عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن ربِّك»يوم غدير خمّ في عليّ بن أبيطالب عليه‏ السلام.[27]

هذه بعض الآيات النازلة في حقّه عليه‏ السلام خاصّة، وأمّا الآيات النازلة في حقّ أهل البيت عليهم‏السلام الشاملة له عليه‏ السلام أيضا فهي كثيرة جدّاً وهذه بعضها:

1ـ قوله تعالى: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»[28].

2ـ قوله عزّ وجلّ: «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَك مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ...»[29].

3ـ سورة «هَلْ أَتى عَلَى الاْءِنْسانِ».

4ـ قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»[30].

بعض ما قيل فيه عليه‏ السلام

ـ عن عمر: عجزت النساء أن تَلِدْنَ مثل عليّ بن أبيطالب، لولا عليّ لهلك عمر[31].

ـ وعنه أيضاً: أعوذ باللّه‏ أن أعيش في يومٍ لست فيه يا أبا الحسن[32].

ـ عن عائشة قالت: رأيت أبابكر يُكثر النظر إلى وجه عليّ. فقلت:
يا أبه، رأيتك تُكثر النظر إلى وجه عليّ! فقال: سمعت رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آلهيقول: النظر إلى وجه عليّ عبادة[33].

ـ عن الشعبي قال: نظر أبوبكر إلى عليّ بن أبيطالب عليه‏ السلام مُقبلاً فقال: من سرَّه أن ينظر إلى أقرب النّاس قرابةً من نبيِّهم صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آلهوأجوده منه منزلة وأعظمهم عند اللّه‏ عناء وأعظمهم عليه فلينظر إلى عليّ[34].

ـ عن عروة: أنّ رجلاً وقع في عليّ بمحضرٍ من عمر، فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر محمّد بن عبداللّه‏ بن عبدالمطّلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، لا تذكر عليّاً إلاّ بخير، فإنّك إن آذيته آذيت هذا في قبره[35].

ـ عن معقل بن يسار قال: سمعت أبابكر يقول: عليّ بن أبيطالب عترة رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله[36].

ـ قال عمر: لقد اُعطي عليّ بن أبيطالب ثلاث خصال، لأن تكون فيَّ خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن اُعطى حُمر النَعم[37].

قيل: وما هي يا أميرالمؤمنين. قال: تزوّج فاطمة بنت رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله،
وسُكناه المسجد مع رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله يحلّ له فيه، والراية يوم خيبر[38].

وروي عن ابن عمر مثله أيضاً[39].

ـ قال جابر بن عبداللّه‏ الأنصاري: دخلت على عائشة يوماً وقُلت لها: ما تقولين في عليّ بن أبيطالب؟ فأطرقت رأسها ثمّ رفعته وقالت:

إذا ما التِّبْرُ حُكَّ على مَحكِّ

 تبيّن غشّهُ من غيرِ شكِّ

 

وفينا الغشُّ والذهبُ المُصَفّى

 عليٌّ بيننا شِبهُ المحكِّ[40]

 

ـ عن مجمع قال: سألتُ عائشة عن عليّ فقالت: سألتَ عن أحبّ النّاس إلى رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله[41].

إيمانه عليه‏ السلام ويقينه وتقواه

عنه عليه‏ السلام: لو كُشف الغِطاء ما ازددتُ يقيناً[42].

وعنه عليه‏ السلام: إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا طمعاً في ثوابك، ولكن وجدتُك أهلاً للعبادة فعبدتك[43].

وعنه عليه‏ السلام: واللّه‏ لو اُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه‏ في نملةٍ أسلبها جلب شعيرة ما فعلت[44].

 

زهــده عليه‏ السلام

روى عمرو بن قيس قال: رُئي على عليّ إزار مرقوع، فقيل له فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب[45].

وقال عمر بن عبدالعزيز: أزهد النّاس في الدنيا عليّ بن أبي طالب[46].

وقال عليه‏ السلام: إنّ اللّه‏ فرض على أئمّة العدل أن يُقدِّروا أنفسهم بضعفة النّاس[47].

بطولته عليه‏ السلام وقوّته

قال عليه‏ السلام: فواللّه‏ِ ما اُبالي أَ سَقطتُ على الموت أم سقط عليَّ[48].

وعن النبيّ صلى ‏الله‏ عليه‏ و ‏آله: لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ أفضل من عمل أُمّتي إلى يوم القيامة[49].

وهو الّذي قلع باب خيبر وجعله جسراً على الخندق، فعبر عليه الجيش الإسلامي[50].

تواضعـه عليه‏ السلام

خرج يوماً راكباً فتبعه أصحابه، فالتفت إليهم وقال: ألكم حاجة؟
فقالوا: لا، ولكن نحبّ أن نمشي معك. فقال عليه‏ السلام: انصرفوا، فإنّ خفق النعال خلفَ أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النَّوْكى[51].

وكان يقول عليه‏ السلام لمن أطراه: أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك[52].

جـوده عليه‏ السلام

هو الّذي تصدَّق بخاتمه على المسكين في صلاته فأنزل اللّه‏ تعالى في حقّه «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ»[53].

عدلـه عليه‏ السلام

نزل ضيفٌ عند الإمام الحسن عليه‏ السلام فاستقرض الحسن عليه‏ السلام رطلاً من العسل من قنبر خازن بيت المال، فلمّا قام أميرالمؤمنين عليه‏ السلام بتقسيم العسل على المسلمين وجد زقّاً منها ناقصاً، فسأل قنبر عن ذلك فأخبره بالأمر. فاستدعى ولده الحسن وقال له: ما حملك على أن تأخذ منه قبل القسمة؟

فأجابه: أليس لنا فيه حقّ، فإذا أخذناه رددناه إليه.

فقال: فِداك أبوك، وإن كان لك فيه حقّ فليس لك أن تنتفع بحقِّك
قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم.

ثمّ دفع إلى قنبر درهماً وقال له: اشترِ به أجود عسلٍ تقدر عليه. فاشترى قنبر العسل ووضعه الإمام في الزِّق وشدّه[54].

شهادته عليه‏ السلام

أحلَّت ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، وأمير المؤمنين عليه‏ السلام يقول: ما كَذبتُ ولا كُذبتُ إنَّها الليلة التي وُعدتُ بها. ويقول: اللّهمَّ بارك لنا في لقائك... اللّهمَّ بارك لي في الموت[55].

ففي هذه الليلة وفي مسجد الكوفة عند صلاة الصبح هوى عليه الرجس الخبيث ابن مُلجم بالسيف على رأسه الشريف، فانتهت الضربة الغادرة إلى دماغه المقدَّس وهو يقول: فزتُ وربِّ الكعبة. ومضى عليه‏ السلامإلى جنّة المأوى في ليلة الحادي والعشرين من ذلك الشهر.

 

[1] ـ راجع موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏السلام: 2/3.              

[2] ـ المناقب لابن شهرآشوب: 3/275.

[3] ـ البحار: 35/83 ح 26.

[4] ـ قرب الإسناد: 27 الطبعة الحجرية وص 56 ح 183 (طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم‏السلام)وقد سقط منها الثالث وهو «أبوطالب» عنه البحار: 15/108 ح 51 .

[5] ـ أسنى المطالب في نجاة أبيطالب لزيني دحلان: 25، البداية والنهاية: 3/56.

[6] ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/14.

[7] ـ يقول الحاكم النيسابوري: قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب كرّم اللّه‏ وجهه في جوف الكعبة. المستدرك على الصحيحين: 3/550 ذيل ح 6044. وانظر موسوعة زيارات المعصومين  عليهماالسلام: 2/4.

[8] ـ ذخائر العقبى: 94.

[9] ـ المصدر السابق: 93.

[10] ـ مسند أحمد: 5/26، المعجم الكبير للطبراني: 20/229 رقم 538، عنهما مجمع الزوائد: 9/123 رقم 14595.                                       

[11] ـ حلية الأولياء: 1/106 رقم 203.

[12] ـ الرياض النضرة: 3/109.

[13] ـ المعارف لابن قتيبة: 98 ـ 99.

[14] ـ الرعد: 7.

[15] ـ تفسير الطبري جامع البيان: 13/72.

[16] ـ الحاقّة: 12.

[17] ـ تفسير الطبري: 29/35.

[18] ـ البقرة: 274.

[19] ـ انظر أسباب النزول للواحدي: 49 .

[20] ـ البيّنة: 7.

[21] ـ الدرّ المنثور للسيوطي: 6/643.

[22] ـ النحل: 43.

[23] ـ ينابيع المودّة: 119.

[24] ـ التوبة: 119.

[25] ـ الدرّ المنثور للسيوطي: 3/517 .

[26] ـ المائدة: 67.

[27] ـ أسباب النزول للواحدي: 112.

[28] ـ الشورى: 23.

[29] ـ آل عمران: 61.

[30] ـ الأحزاب: 33.

[31] ـ المناقب للخوارزمي: 81 ح 65.

[32] ـ ذخائر العقبى: 82 .

[33] ـ الرياض النضرة: 3/196 ـ 197.

[34] ـ المناقب للخوارزمي: 161 ح 193.

[35] ـ منتخب كنز العمال: 5/46 عن تاريخ ابن عساكر: 42/519 .

[36] ـ منتخب كنز العمال: 5/43.

[37] ـ حُمْر النَّعَم: الإبل الحُمر، وهي أنفس أموال النَّعم وأقواها وأجلدها، فجعلت كناية عن خير الدنيا كلّه. «مجمع البحرين: 1/572».

[38] ـ المصدر السابق: 5/39.

[39] ـ انظر الرياض النضرة: 3/158.

[40] ـ نور الأبصار للشبلنجي: 288 ـ 289.

[41] ـ الرياض النضرة: 3/116.

[42] ـ المناقب للخوارزمي: 375.

[43] ـ بحار الأنوار: 41/14 ح 4.

[44] ـ نهج البلاغة شرح محمّد عبده: 2/218.

[45] ـ كنز العمّال: 13/181 ح 36542.

[46] ـ تاريخ مدينة دمشق: 42/489.

[47] ـ نهج البلاغة شرح محمّد عبده: 2/188.

[48] ـ العقد الفريد: 1/122.

[49] ـ مناقب ابن شهرآشوب: 3/138 نقلاً عن الواقدي والخطيب الخوارزمي، عنه البحار: 41/91.

[50] ـ راجع كشف الغمّة: 1/215.

[51] ـ المحاسن: 629 ح 104. والنوكى: الحمقى.

[52] ـ نهج البلاغة شرح محمّد عبده: 4/19 رقم 83.

[53] ـ راجع مجمع البيان وغيره من التفاسير حول الآية 55 من سورة المائدة.

[54] ـ راجع المناقب لابن شهرآشوب: 2/107. والزِّق: كلّ وعاءٍ اتخذ لشرابٍ ونحوه. «لسان العرب: 10/143».

[55] ـ بحارالأنوار: 42/277.

logob.pngimam-hadi-b-logo.png

contactus1.pngبرچسب ها

موسسه امام هادی علیه السلام،امام هادی علیه اسلام،تصحیح، تحقیق، تألیف، احیاءتراث، نشرمعارف اسلامی

 

contactus1.png  ارتباط با ما

 تلفن تماس موسسه :

025-38825255

تلفن تماس انتشارات :

025-38833677

نشانی: قم – نیروگاه- خیابان توحید-کوچه 5- پلاک 31

logoo.png

  

imam-hadi-b-logoEN.png

wordpress themes
всё для сантехники