منوی اصلی

Epson WP-4535DWF


готовый интернет-магазин на joomla
الإمام الصادق (عليه السَّلام)

الإمام جعفر الصادق عليه‏ السلام

اسمه ونسبه عليه‏ السلام :

هو الإمام جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ابن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف.

كنيته: أبو عبداللّه‏.

ألقابه: الصادق، الفاضل، الطاهر، الكافل، الصابر...

أُمّه: فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر[1].

ولادته عليه‏ السلام:

ولد بالمدينة يوم الاثنين في السابع عشر من ربيع الأوّل سنة 83 ه . وقيل: يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان من نفس السنة. وقيل غير ذلك[2].

بعض ما قيل فيه عليه‏ السلام:

قال الذهبي عند ترجمته عليه‏ السلام: جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الشهيد أبي عبداللّه‏ ريحانة النبيّ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله وسبطه ومحبوبه الحسين بن أميرالمؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبيطالب عبدمناف بن شيبة ـ وهو عبدالمطّلب ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبدمناف بن قُصيّ، الإمام الصادق، شيخ بني
هاشم، أبو عبداللّه‏ القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني أحد الأعلام[3].

وقال عنه عليه‏ السلام في موضع آخر: جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين الهاشمي أبو عبداللّه‏، أحد الأئمّة الأعلام، بَرٌّ صادقٌ كبير الشأن[4].

وقال الشيخ كمال‏الدين محمّد بن طلحة الشافعي في ترجمته عليه‏ السلام: هو من عُظماء أهل البيت وساداتهم عليهم‏السلام. ذو علوم جمّة، وعبادة موفّرة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيِّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبّع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره، ويستنتج عجائبه، ويُقسِّم أوقاته على أنواع الطاعات، بحيث يُحاسب عليها نفسه. رؤيته تُذكِّر الآخرة، واستماع كلامه يُزهِّد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنّة. نور قسماته شاهد أ نّه من سُلالة النبوّة، وطهارة أفعاله تصدع أ نّه من ذُرّيّة الرسالة.

نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من الأئمّة وأعلامهم... وعدّوا أخذهم عنه منقبةً شُرِّفوا بها وفضيلةً اكتسبوها[5].

وقال الشيخ عليّ بن محمّد المالكي الشهير بابن الصبّاغ: كان جعفر الصادق عليه‏ السلام... من بين إخوته خليفة أبيه محمّد بن عليّ عليهماالسلام ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعة بالفضل، وكان أنبههم ذِكراً،
وأجلّهم قدراً. ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صِيتُهُ وذِكرهُ في سائر البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحدٍ من أهل بيته ما نُقل عنه من الحديث.

وروى عنه جماعة من أعيان الأُمّة مثل: يحيى بن سعيد، وابن جريج، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عُيينة، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو أيّوب السجستاني، وغيرهم[6].

وذكره النسّابة جمال‏الدين أحمد بن عليّ الحسيني المعروف بابن عِنَبَة فقال فيه عليه‏ السلام: يُقال له عمود الشرف، ومناقبه متواترة بين الأنام، مشهورة بين الخاصّ والعامّ[7].

ونقل محييالدين النووي عن عمرو بن أبي المقدام أ نّه قال: كنتُ إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمت أنّه من سُلالة النبيِّين[8].

وقال ابن خلّكان حول شخصيّته عليه‏ السلام: وكان من سادات أهل البيت، ولُقِّب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضلُه أشهر من أن يُذكر[9].

وقال الشهرستاني: أبو عبداللّه‏ جعفر بن محمّد الصادق، وهو ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تامّ عن الشهوات. وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض
على الموالين له أسرار العلوم[10]...

وقال الشيخ عبداللّه‏ الشبراوي: السادس من الأئمّة جعفر الصادق، ذو المناقب الكثيرة، والفضائل الشهيرة... وغُرر فضائله وشرفه على جبهات الأيّام كاملة، وأندية المجد والعزّ بمفاخره ومآثره آهلة[11].

وقال مالك بن أنس: ما رأت عينٌ ولا سمعت اُذنٌ ولا خَطرَ على قلبِ بشرٍ أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً[12].

وقال زيد بن عليّ: في كلّ زمان رجلٌ منّا أهل البيت يحتجّ اللّه‏ به على خلقه، وحُجّةُ زماننا ابن أخي جعفر لا يضلّ مَن تبعه،ولا يهتدي مَن خالفه[13].

المذهب الجعفري:

لقد سنحت الفرصة للإمام الصادق عليه‏ السلام لنشر علوم وعقائد أهل البيت بما لم تسنح به للأئمّة الباقين عليهم‏السلام وذلك لعدّة اُمور:

  1. لقد عاصر الإمام الصادق عليه‏ السلام اُخريات دولة بني مروان واُوليات دولة بني العبّاس، ممّا أدّى إلى انصراف الدولتين عن محاربة الإمام والتضييق عليه، وهذا الأمر لم يتّفق لآبائه وأبنائه عليهم‏السلام.
  2. طول زمن إمامته عليه‏ السلام الّتي جاوزت الثلاثين عاماً.
  3. ظهور عدّة مدارس علمية ومذاهب فقهية، فقد كانت أيّام إمامته
    أيّام علم وفقه وكلام ومناظرة، فكان عليه‏ السلام يصدع بالحقّ، ويقمع الأضاليل والأباطيل.
  4. كثرة تلامذته عليه‏ السلام، فقد ذكروا أنّ عددهم أربعة آلاف أو يزيدون، بما فيهم من أكابر معاصريه من أهل العامة، ومنهم: مالك وأبوحنيفة والسفيانان وغيرهم.

وبناءً على تلك الاُمور فقد عُرف مذهب أهل البيت عليهم‏السلامبـ «المذهب  الجعفري».

من تعاليمه ووصاياه عليه‏ السلام:

قال عليه‏ السلام: كونوا دعاةً للناس بالخير بغير ألسنتكم ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع[14].

وعنه عليه‏ السلام: لست اُحبّ أن أرى الشابّ منكم إلاّ غادياً في حالين، إمّا عالماً أو متعلِّماً، فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، وإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمّداً صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله بالحقّ[15].

وعنه عليه‏ السلام: حُجّة اللّه‏ على العباد النبيّ، والحجّة فيما بين العباد وبين اللّه‏ العقل[16].

وعنه عليه‏ السلام: العلم جُنّةٌ، والصدق عزٌّ، والجهل ذُلٌّ، والفهم مجدٌ، والجود نجحٌ، وحُسن الخُلق مجلبة للمودّة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، والحزم مشكاة الظنّ، واللّه‏ وليُّ مَن عرفه، وعدوّ مَن تكلّفه، والعاقل
غفور، والجاهل ختور، وإن شئت أن تُكرَم فَلِنْ، وإن شئت أن تُهان فاخشُن. ومَن كَرُمَ أصله لانَ قلبه، ومَن خَشُنَ عنصره غلظ كبده، ومَن فرّط تورّط، ومَن خاف العاقبة تثبّت فيما لا يعلم، ومَن هجم على أمرٍ بغير علمٍ جَدَع أنف نفسه[17].

وعنه عليه‏ السلام: انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم، واتّبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هُدى، ولن يعيدوكم في ردى[18].

مواقفه الحاسمة:

قال أحمد بن عمر بن مقدام الرازي: وقع الذباب على وجه المنصور فذبّه، فعاد حتّى أضجره، وكان عنده جعفر بن محمّد في ذلك الوقت، فقال له المنصور: يا أبا عبداللّه‏، لِمَ خلق اللّه‏ الذباب؟ قال: ليذلّ به الجبابرة. فسكت المنصور[19].

عن ابن حمدون قال: كتب المنصور إلى جعفر بن محمّد: لِمَ لا  تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمةٍ فنهنّيك، ولا  تراها نقمةً فنعزّيك، فما نصنع عندك؟!

قال: فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا. فأجابه عليه‏ السلام: مَن أراد الدنيا لا  ينصحك، ومَن أراد الآخرة لا يصحبك.

 

فقال المنصور: واللّه‏ِ لقد ميّزَ عندي منازل الناس مَن يُريد الدنيا ممّن يُريد الآخرة، وإنّه ممّن يُريد الآخرة لا الدنيا[20].

عن عبداللّه‏ بن سليمان التميمي قال: لمّا قُتِلَ محمّد وإبراهيم ابنا  عبداللّه‏ بن الحسن بن الحسن صار إلى المدينة رجلٌ يقال له «شبَّة بن عقال» ولاّه المنصور على أهلها، فلمّا قدمها وحضرت الجمعة صار إلى مسجد النبيّ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله فرقى المنبر وحمد اللّه‏ وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعدُ، فإنّ عليّ بن أبيطالب شقّ عصا المسلمين، وحارب المؤمنين، وأراد الأمر لنفسه، ومنعه من أهله، فحرمه اللّه‏ اُمنيّته وأماته بغصّته، وهؤلاء وُلده يتّبعون أثره في الفساد، وطلب الأمر بغير استحقاقٍ له، فهم في نواحي الأرض مُقتّلون، وبالدماء مُضرَّجون.

قال: فعظُم هذا الكلام منه على الناس، ولم يجسر أحدٌ منهم أن ينطق بحرفٍ، فقام إليه رجلٌ عليه إزار قومسي سَحْق[21] فقال: فنحن نحمد اللّه‏ ونصلّي على محمّدٍ خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، وعلى رُسل اللّه‏ وأنبيائه أجمعين، أمّا ما قُلت من خيرٍ فنحن أهله، وما قُلت من سُوءٍ فأنت وصاحبك به أولى وأحرى، يا مَن ركب غير راحلته، وأكل غير زاده، ارجع مأزوراً.

ثمّ أقبل على الناس فقال: ألا اُنبِّئكم بأخفّ الناس يوم القيامة ميزاناً،
وأبينهم خُسراناً؟ مَن باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا الفاسق. فأسكت الناس، وخرج الوالي من المسجد لم ينطق بحرف. فسألت عن الرجل، فقيل لي: هذا جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبيطالب صلوات اللّه‏ عليهم[22].

قبسٌ من احتجاجاته عليه‏ السلام:

عن هشام بن الحكم قال: دخل ابن أبي العوجاء[23] على الصادق عليه‏ السلام، فقال له الصادق عليه‏ السلام: يا ابن أبي العوجاء، أنت مصنوع أم غير مصنوع؟

قال: لست بمصنوع.

فقال له الصادق عليه‏ السلام: فلو كنت مصنوعاً كيف كنت؟

فلم يحر ابن أبي العوجاء جواباً، وقام وخرج[24].

وعن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبداللّه‏ عليه‏ السلام فورد عليه رجلٌ من أهل الشام فقال: إنّي رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك.

فقال له أبو عبداللّه‏: كلامك هذا من كلام رسول اللّه‏ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله أو من عندك؟

فقال: من كلام رسول اللّه‏ بعضه، ومن عندي بعضه.

فقال أبو عبداللّه‏: فأنت إذاً شريك رسول اللّه‏ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله! قال: لا.

قال: فسمعت الوحي من اللّه‏ تعالى؟ قال: لا.

 

قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول اللّه‏؟ قال: لا.

قال: فالتفت إليَّ أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام فقال: يا يونس هذا خصَم نفسه قبل أن يتكلّم[25].

وعن عبداللّه‏ بن شبرمة قال: دخلتُ أنا وأبوحنيفة على جعفر بن محمّد، فقال لابن أبي ليلى: مَن هذا معك؟ قال: هذا رجلٌ له بصر ونفاذ في أمر الدين.

قال: لعلّه يقيس أمر الدين برأيه؟ قال: نعم.

قال: فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان...

قال: ما أراك تُحسن شيئاً. ـ ثمّ جعل الإمام يسأله عن أشياء فلم يجبه أبو حنيفة عن تلك، ولمّا أجاب عنها الإمام عليه‏ السلام ـ قال: يا نعمان، حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول اللّه‏ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آلهقال: أوّل من قاس أمر الدين برأيه ابليس. قال اللّه‏ تعالى له: اسجد لآدم، فقال «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»[26]. فمن قاس الدين برأيه قرنه اللّه‏ تعالى يوم القيامة بإبليس، لأ نّه اتّبعه بالقياس[27].

وفـاته عليه‏ السلام:

توفّي سلام اللّه‏ عليه في شهر شوّال سنة 148 ه ، وقيل: يوم الاثنين في النصف من رجب من تلك السنة[28].


 

[1] و2ـ انظر موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏ السلام: 1/359 ـ 361.

[2]

[3] ـ سير أعلام النبلاء: 6/255 رقم 117.

[4] ـ ميزان الاعتدال: 1/414 رقم 1519.

[5] ـ مطالب السؤول: 2/110.

[6] ـ الفصول المهمّة: 2 / 907 ـ 909.

[7] ـ عُمدة الطالب: 176.

[8] ـ تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 150، صفة الصفوة: 2/98، حلية الأولياء: 3/225 رقم 236.

[9] ـ وفيات الأعيان: 1/327 رقم 131.

[10] ـ الملل والنحل: 1/147.

[11] ـ الإتحاف بحب الأشراف: 146.

[12] ـ المناقب لابن شهرآشوب: 4/248.

[13] ـ المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 277.

[14] ـ الكافي: 2/105 ح10.

[15] ـ الأمالي للطوسي: 1/310.

[16] ـ الكافي: 1/25 ح 22.

[17] ـ تحف العقول: 356.

[18] ـ شرح نهج البلاغة للشيخ محمد عبده: 1 / 189.

[19] ـ نور الأبصار للشبلنجي: 299.

[20] ـ كشف الغمّة: 2/420.

[21] ـ السَّحْق: الثوب الخلق الّذي انسحق وبَليَ به. لسان العرب: 10 / 153.

[22] ـ الأمالي للطوسي: 1/50.

[23] ـ هو عبدالكريم بن أبي العوجاء، أحد الزنادقة في عصر الإمام الصادق عليه‏السلام. انظر الكنى والألقاب للقمّي: 1/201.

[24] ـ الاحتجاج: 2 / 333.

[25] ـ المصدر السابق: 2 / 364.

[26] ـ الأعراف: 12.

[27] ـ حلية الأولياء: 3 / 229 ح 3797، عنه كشف الغمّة: 2 / 397 صدر الخبر.

[28] ـ انظر موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏ السلام: 1 / 361.

logob.pngimam-hadi-b-logo.png

contactus1.pngبرچسب ها

موسسه امام هادی علیه السلام،امام هادی علیه اسلام،تصحیح، تحقیق، تألیف، احیاءتراث، نشرمعارف اسلامی

 

contactus1.png  ارتباط با ما

 تلفن تماس موسسه :

025-38825255

تلفن تماس انتشارات :

025-38833677

نشانی: قم – نیروگاه- خیابان توحید-کوچه 5- پلاک 31

logoo.png

  

imam-hadi-b-logoEN.png

wordpress themes
всё для сантехники