منوی اصلی

Epson WP-4535DWF


готовый интернет-магазин на joomla
الإمام زين العابدين (عليه السَّلام)

الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام

اسمه ونسبه عليه‏ السلام:

هو الإمام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب ابن هاشم بن عبد مناف.

كنيته: أبو محمّد.

ألقابه: زين العابدين، إمام المتّقين، سيّد العابدين، سيّد العبّاد، سيّد الساجدين، زين الصالحين، المتهجّد، الزاهد، العابد، البكّاء، السجّاد، ذوالثفنات، حليف القرآن، و...

أُمّه عليه‏ السلام شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز. وقيل: شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار الكسرى. وقيل غير ذلك[1].

وجاء في وصيّة الإمام أميرالمؤمنين عليه‏ السلام إلى ولده الحسين عليه‏ السلامبالبرّ بها والإحسان إليها قائلاً: أحسن إلى شهربانويه، فإنّها مرضيّة، فستلد لك خير أهل الأرض بعدك[2].

وفي كلام آخر له عليه‏ السلام يقول فيه: وهي أُمّ الأوصياء الذرّية الطيّبة[3].

ولادتـه عليه‏ السلام:

ولد عليه‏ السلامفيالمدينه‏سنه‏ثمان وثلاثين من الهجرة في الخامس من شعبان.
وقيل: في الثامن من شعبان. وقيل: في السابع؛ وهناك أقوال أُخر[4].

روى جابر بن عبداللّه‏ الأنصاري قال: كنت مع رسول اللّه‏ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آلهوالحسين في حجره وهو يلاعبه فقال صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله: يا جابر، يُولد لابني الحسين ابنٌ يقال له «عليّ» إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: لِيقُم سيّد العابدين فيقوم عليّ بن الحسين[5].

صفته عليه‏ السلام وأخلاقه:

كان أفضل أهل زمانه مُعظّماً مهيباً حتّى عند الأعداء.

قال ابن حجر: وزين العابدين هذا هو الّذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة، وكان إذا توضّأ للصلاة اصفرَّ لونُه، فقيل له في ذلك فقال: ألا تدرون بين يدي مَن أقف. وحُكي أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة[6].

وقال الجاحظ: وأمّا عليّ بن الحسين بن عليّ فلم أرَ الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي، ولم أرَ الشيعي إلاّ كالمعتزلي، ولم أرَ المعتزلي إلاّ كالعامّي، ولم أرَ العامّي إلاّ كالخاصّي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه[7].

وكان له عليه‏ السلام ابن عمٍّ يُؤذيه، فكان يجيئه ويُعطيه الدنانير ليلاً وهو
مُتستِّر، فيقول: لكن عليّ بن الحسين لا يصلني، لا جزاه اللّه‏ خيراً. فيسمع ويصبر. فلمّا مات انقطع عنه، فعلم أنّه هو الّذي كان يصله.

ولمّا طرد أهل المدينة بني أُميّة في وقعة الحرّة أراد مروان بن الحكم أن يستودع أهله، فلم يقبل أحدٌ أن يكونوا عنده إلاّ عليّ بن الحسين فوضعهم مع عياله وأحسن إليهم.

وكان يعول أهل بيوت كثيرة في المدينة، لا يعرفون مَن يأتيهم برزقهم حتّى مات عليه‏ السلام.

وكان يقول لمن يشتمه: إن كنتُ كما قُلتَ فأسأل اللّه‏ أن يغفر لي، وإن لم أكن كما قُلتَ فأسأل اللّه‏ أن يغفر لك.

وكان لا يضرب مملوكاً، بل يكتب ذنبه عنده حتّى إذا كان آخر شهر رمضان جمعهم وقرّرهم بذنوبهم وطلب منهم أن يستغفروا له اللّه‏ كما غفر لهم، ثمّ يعتقهم ويجزيهم بجوائز.

وكان لا يُسافر إلاّ مع رفقةٍ لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من  خدم الرفقة فيما يحتاجونه، ويقول: أكره أن آخذ برسول اللّه‏ ما  لا  أعطي  مثله.

وكان إذا أتاه السائل قال: مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة[8].

وقال له رجل: يا ابن رسول اللّه‏، إنّي لأُحبّك في اللّه‏ حُبّاً شديداً.

فقال عليه‏ السلام: اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أُحَبَّ فيك[9] وأنت لي مبغض...

 

ولقد سُئلت عنه مولاة له فقالت: أُطنب أو أختصر.

فقيل لها: بل اختصري.

فقالت: ما أتيته بطعامٍ نهاراً قطّ، وما فرشت له فراشاً بليلٍ قطّ[10].

وقال ابن شهرآشوب: قلّما يوجد كتاب زهد وموعظة لم يُذكر فيه «قال عليّ بن الحسين» أو «قال زين العابدين»[11].

من احتجاجاته عليه‏ السلام:

جاء رجل من أهل البصرة إلى عليّ بن الحسين عليه‏ السلام فقال: يا عليّ بن الحسين، إنّ جدّك عليّ بن أبيطالب قتل المؤمنين.

فهملت عينا عليّ بن الحسين دموعاً حتّى امتلأت كفّه منها، ثمّ ضَرب بها على الحصى ثمّ قال: يا أخا أهل البصرة، لا واللّه‏، ما قتل عليّ مؤمناً ولا قتل مسلماً، وما أسلم القوم ولكن استسلموا، وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام. فلمّا وجدوا على الكفر أعواناً أظهروه. وقد علمت صاحبة الجدب والمستحفظون من آل محمّد صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لُعنوا على لسان النبيّ الأُمّي، وقد خابَ من افترى.

فقال شيخ من أهل الكوفة: يا عليّ بن الحسين، إنّ جدّك كان يقول:
إخواننا بغوا علينا.

فقال عليّ بن الحسين عليه‏ السلام: أما تقرأ كتاب اللّه‏: «وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً»[12] فهم مثلهم، أنجى اللّه‏ عزّ وجلّ هوداً والذين معه، وأهلك عاداً بالريح العقيم[13].

حِكمه ومواعظه عليه‏ السلام :

قال عليه‏ السلام: اتّقوا اللّه‏ عباداللّه‏ واستقبلوا في إصلاح أنفسكم وطاعة اللّه‏ وطاعة مَن تولّونه فيها، لعلّ نادماً قد ندم فيما فرّط بالأمس في جنب اللّه‏، وضيّع من حقوق اللّه‏، واستغفروا اللّه‏ وتوبوا إليه، فإنّه يقبل التوبة ويعفو عن السيّئة، ويعلم ما تفعلون. وإيّاكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين. احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم.

واعلموا أنّه مَن خالف أولياء اللّه‏ ودان بغير دين اللّه‏ واستبدّ بأمره دون أمر وليّ اللّه‏ كان في نارٍ تلتهب، تأكل أبداناً قد غابت عنها أرواحها، وغلبت عليها شقوتها، فهم موتى لا يجدون حرّ النار، ولو كانوا أحياءً لوجدوا مضض حرّ النار، واعتبروا يا اُولي الأبصار. واحمدوا اللّه‏ على ما هداكم، واعلموا أنّكم لا تخرجون من قدرة اللّه‏ إلى غير قدرته، وسيرى اللّه‏ عملكم ورسوله ثمّ إليه تُحشرون، فانتفعوا بالعظة، وتأدّبوا
بآداب  الصالحين[14].

وقال عليه‏ السلام: الخير كلّه صيانة الإنسان لنفسه[15].

وقال عليه‏ السلام: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين[16].

وقالعليه‏ السلام: مَن كرُمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا[17].

وقالعليه‏ السلام: مَن قنع بما قسم اللّه‏ له فهو من أغنى النّاس[18].

من تراثـه عليه‏ السلام:

لقد خلّف الإمام زين العابدين عليه‏ السلام تراثاً خالداً رائعاً للاُمّة الإسلامية، تمثّل في كتابين عظيمين:

أوّلهما: الصحيفة السجّادية، وتسمّى أيضاً بـ (إنجيل أهل البيت) و (زبور آل محمّد) الّتي عرض فيها الإمام عليه‏ السلاممنهاجاً متكاملاً للحياة الإنسانية الرفيعة باُسلوبٍ فذٍّ وبلاغةٍ فريدة.

وثانيهما: رسالة الحقوق، والّتي تكفّلت ببيان تنظيم أنواع العلاقات الفردية والاجتماعية للاُمّة، بما يجمع لهما عوامل الاستقرار والرقي والسلامة.

 

وله سلام اللّه‏ عليه آثار أُخر ذُكرت في كتب ترجمته وسيرته.

جهـاده عليه‏ السلام:

لقد حضر الإمام السجّاد عليه‏ السلام في معركة كربلاء إلى جانب والده الإمام الحسين عليه‏ السلام (وروي أنّه ارتُثَّ يومئذٍ، وقد حضر بعض القتال، فدفع اللّه‏ُ عنه[19].

وهكذا سيق في أسر الأعداء، فوقف مواقف بطولية تصدّى فيها لتزوير الحكام الظالمين، وأزاح الستار عن جورهم وظلمهم وانحرافهم عن الإسلام، فقد روي أنّ يزيد أمَر بمنبرٍ وخطيب، ليذكر للنّاس مساوي للحسين وأبيه عليّ عليهماالسلام، فصعد الخطيب المنبر... وأكثر الوقيعة في عليّ والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد. فصاح به عليّ بن الحسين: ويلك أيّها الخاطب، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار. ـ وبعد أن استأذن من يزيد حتّى يصعد المنبر وأذن له بذلك رقاه فقال: ـ أيّها النّاس، اُعطينا ستّاً، وفُضّلنا بسبع اُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين.

وفُضّلنا بأنّ منّا النبيّ المختار محمّداً صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏ آله، ومنّا الصدّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد اللّه‏ وأسد الرسول، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة، فمن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي، أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن مَن حمل الزكاة بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا
ابن خير من انتعل واحتفى... قال: ولم يزل يقول: أنا أنا حتّى ضجّ النّاس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذّن أن يؤذّن...[20]

فكان خطابه عليه‏ السلام في مجلس يزيد من أروع الوثائق الجهادية السياسية في تاريخ الإسلام.

وفـاته عليه‏ السلام:

توفّي صلوات اللّه‏ عليه في الخامس والعشرين من شهر محرّم الحرام سنة 95 ه ، وقيل غير ذلك[21].

 

 

[1] ـ انظر موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏ السلام : 1/321 ـ 323.

[2] ـ عيون المعجزات: 62.

[3] ـ الخرائج والجرائح: 2/751.

[4] ـ راجع موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏ السلام: 1/323 و324.

[5] ـ مطالب السؤول: 2/106.

[6] ـ الصواعق المحرقة لابن حجر: 200.

[7] ـ عُمدة الطالب: 174.

[8] ـ اُنظر أعيان الشيعة: 1 / 630.

[9] ـ أثبتناه كما في البحار.

[10] ـ الخصال: 518 ضمن ح 4، عنه البحار: 46 / 62 ح 19.

[11] ـ المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 161.

[12]           ـ الأعراف: 65.

[13] ـ الاحتجاج: 312.

[14] ـ الكافي: 8/16 ضمن ح2.

[15] ـ 5 ـ تحف العقول: 278، عنه البحار: 78 / 136 ضمن رقم 3.

[16]

[17]

[18]

[19] ـ انظر تسمية مَن قُتل مع الحسين عليه‏السلام مجلّة تراثنا: العدد الثاني ص150.

[20] ـ مقتل الحسين للخوارزمي: 2/76 ـ 78 ضمن رقم32.

[21] ـ انظر موسوعة زيارات المعصومين عليهم‏ السلام: 1 / 324 و325.

logob.pngimam-hadi-b-logo.png

contactus1.pngبرچسب ها

موسسه امام هادی علیه السلام،امام هادی علیه اسلام،تصحیح، تحقیق، تألیف، احیاءتراث، نشرمعارف اسلامی

 

contactus1.png  ارتباط با ما

 تلفن تماس موسسه :

025-38825255

تلفن تماس انتشارات :

025-38833677

نشانی: قم – نیروگاه- خیابان توحید-کوچه 5- پلاک 31

logoo.png

  

imam-hadi-b-logoEN.png

wordpress themes
всё для сантехники